الثلاثاء، يناير 31، 2006

كيف تكون فاشلا بمنتهى النجاح!

مصعب أحمد – عشرينات – 6/12/2004

“كيف تذاكر وتتفوق” ، ” للتفوق طريق كيف تسلكه” ، “سبيل النجاح والتفوق” ، “عادات المذاكرة السليمة” عناوين اعتدنا أن نراها علي أرصفة شوراع وسط البلد ..وعلي أرفف كبرى المكتبات ..!!
لاشك أنها مكررة ..ولا شك أنها كاذبة أيضا ..فلو كانت صادقة فما الذي سيضطر كاتبها لأن يكتب نصائح لغيره لكي يصبحوا أكثر نجاحا ..(كان نفع نفسه علي رأي المثل..!!) الغريب أن شخصا ما لم يهتم بالفشل باعتباره فنا أصيلا، ربما لأن بعض الهواة يظنون الفشل خبرة سهلة الاكتساب وربما لأسباب أخرى، أهمها فشل البعض علي أن يصبح فاشلا “عليه القيمة“.!!
لذا كان من واجبي كعضو فاعل في نوادي فشل الشرق الأوسط أن أنقل إليكم بعضا من واقع خبرتي في هذا المجال…
و بعيداً عن الكلام النظري “اللي دمه تقيل” ، سيكون كلامنا كله عملياً جداً .. و إلى أبعد الحدود ، ما رأيكم أن نبدأالآن؟!
يوم مثالي لطالب فاشل
من عادة الطلاب المتفوقين – بعيد عن السامعين - أن يستيقظواً مبكراً و يذهبوا ليجلسوا في المدرجات الأولى في الكليات والمدارس .. المفترض من الفاشل المحترف ألا يحضر المحاضرات أو الحصص أساساً، ولكن بما أنكم مازلتم مبتدئين “هنعديهالكم” و سنكتفي بأن تجلسوا في آخر المدرج و أنصحكم بتكوين “شلة” تتكلم كثيرا ولا تهتم أبداً بالاستماع لشرح الدكتور أو المعيد، و إياك ثم إياك أن تكتب وراء المحاضر ما يقول، وبعد أن تخرج من المحاضرة لا تقترب أبداً من مكتب دكتور أو معيد لتسأله عن شئ لم تفهمه.
هناك أيضاً تلك التجمعات المشبوهة التي يشرح فيها بعض الطلبة “الفاهمين” للطبة الآخرين بعد الدوام في حين أن المعظم يذهبون للبيت دون تضييع للوقت ، وهذا يعارض مبادئنا .. فلابد أن نضيع أكبر وقت ممكن فيمالا يفيد..!! بمعنى أن تجلس مع “الشلة” أو “تروحوا فسحة” أو أي شئ آخر يجعلكم ترجعون البيوت مرهقين وغير قادرين على التركيز فلا يكون أمامكم حلاً إلا النوم .. و بعمق.
فشل سواريه
بعد الاستيقاظ من المجهود المضني الذي بذلتموه ، نعود إلى مواصلة تدريبنا على الفشل ، فإذا كنت من الذين أنعم الله عليهم بنعمة التلفاز ( يا سلام لو كان دش ) فلا تضيع وقتك واشكر ربك على هذه النعمة وتابعها و بمنتهى التفاني والإخلاص إلى أن يحين ميعاد نومك. أما إذا كانت ظروفك لا تسمح بتلك الرفاهية أو ابتلاك الله بذلك النوع من الآباء الذين يجبرون أبنائهم على المذاكرة و يصرون على تذكرتهم بها أو إذا كنت أنت شخصيا لم تتخلص بعد من تأنيب الضمير والإحساس بالذنب و “كنت لابد مذاكراً” فعليك إذاً باتباع الآتي :
1- قبل المذاكرة عليك بالمبالغة الشديدة في ترتيب المكان مثل أن تقوم بعمل احتياطي من الشاي أو القهوة و أن تتأكد من وجود كمية مناسبة من المياه ولا مانع أن تنظف المكان أكثر من مرة، فالنظافة من الإيمان!! والهدف أن تندمج في تنسيق المكان و تنسى المذاكرة ..
2- هذه الفترة من العام هي فترة إبداع فإذا كانت لديك أية مواهب فابذل قصارى جهدك في تنميتها و الحرص عليها ودعك من المذاكرة..
3- إذا استطاع الجانب المتفوق فيك التغلب على حجة تنظيف المكان و الاهتمام بالمواهب ، فإياك والاستسلام وتابع محاربته بكل ما أوتيت من عزم ، فمثلا لا تقم أبداً بوضع تخطيط لأوقات مذاكرتك و ماذا ستذاكر في كل يوم و ماذا يفترض أن تنهيه في كل جلسة مذاكرة “فإن المهام غير محددة الأوقات لا تنتهي أبدا” و هو المطلوب إثباته!!
4- لا تركز أبدا في مضمون الكتاب واقرأه كأنك تقرأ قصة طريفة و يا حبذا لو قرأته و أنت في السرير…
5- إذا كنت ممن يغريهم القلم بالكتابة أثناء المذاكرة فعليك بكتابة الملخصات دون تركيز ، لأنك إذا كتبتها بتركيز فقد تنجح -لا قدر الله- !!
6- حَلُّ الأسئلة والمسائل إن وجدت أثناء المذاكرة يعرضك لأن تفهم المادة فلا تفعله..
7- بمجرد أن تحس –ولو إحساساً بسيطاً- بالجوع فقم ولا تحرم نفسك مما لذ وطاب و تناول وجبتك بتأنٍ حتى لا يصيبك “تلبك معوي” أو “عسر هضم” (يعني خد راحتك على الآخر..)
8- عليك بإيجاد الجو الذي يعينك على كلما ذكرناه وذلك بالمذاكرة مع الأصدقاء و “الشلة“..
“الامتحانات على الأبواب“
يتهمنا الغرب أننا لا نجيد فن اللمسات الأخيرة أو الـ“finishing” ، لأن أي عمل من الممكن أن يظهر بمظهر غير لائق بسبب الإهمال في تلك اللمسات .. كذلك الفشل لابد أن نتقنه إلى اللحظة الأخيرة من الامتحان ،و فترة ما قبل الامتحانات مباشرة (الأسبوع أو الأسبوعين اللي قبل الامتحان على طول) هي من الفترات الحرجة التي يكثف كل فاشل فيها جهوده ليضع لمساته النهائية على تجربة فشله، ففي تلك الفترة نقوم نحن معشر الفاشلين المحترفين بالتكثيف من اهتمامنا بكل ما يلهي عن المذاكرة من مواهب و “خروجات” و نوم و لعب ….الخ.
(وكله كوم ويوم الامتحان كوم تاني!!) ففي الامتحان عليك أن تتحلى بإحدى صفتين : إما أن تكون شديد توتر الأعصاب لدرجة التشوش وعدم الوعي بما تكتب أو تقرأ أو أن تكون “باردا” جدا لدرجة تكون معها سلبيا جداً جداً..
هذه كانت بعض خبرات الفشل المثالي فإذا كان لدى أحدكم تجارب فشل أو نصائح أخرى فلا يبخل بها علينا في التعليقات!!



هناك 3 تعليقات:

العـابــــــــره يقول...

اكثر ما كتبه ابداعآ فى نظرى
اتمنى لك المزيد من كتابتك الرائعه باسلوبك الساخرده
واتمنى لك النجاح بمنتهى النجاح

غير معرف يقول...

وطبعا يا أصدكائى نفهم من كدة ان المفروض الواحد يحضر المحاضرات عشان يجيب تقدير عشان يلاقي وظيفة عشان ياكل ويشرب .. عشان يتجوز ..عشان ينط .. عشان يخلف عشان يبقى حماااااااار
ويخلف حمير صغيرين .. يفتحوا مدونات وينهقوا فيها ..لأ فكرة حلوة أوي يا اسمك ايه !!

غير معرف يقول...

good but useless