"هنا يرقد كلب مسكين، ذات يوم سرق قطعة لحم استجابة لمعدته الخاوية من أحد المطاعم التي تملكها أسرة شريرة فطاردوه و قتلوه و ألقوه في الشارع، وجاء رجل طيب فقام بدفنه وكتب على قبره : هنا يرقد كلب مسكين، ذات يوم سرق قطعة لحم ... " ، هكذا سمعنا على سبيل الدعابة عن اهتمام بعضهم بحيوان ميت، لكن هل يوجد فعلا من يهتم إلى هذه الدرجة؟! هذا ما اكتشفته هذه الأيام ..
ففي أمريكا تخصصت عائلات منذ فترة طويلة في تقديم "خدمات ما بعد الموت" لحيوانات المنزل ، لعل من أهمها عائلة "شوجارت" (Shugart Family) و التي كانت بدايتها الحقيقية (الخدمات و ليس العائلة!!) عام 1972م، الغريب أنهم يعاملون موتى حيواناتهم الأليفة معاملة البشر ، فهم يحرقون جثثهم و يقيمون جنازة يحضرها كل أفراد الفقيد (أو الفقيدة) ، و من ثم يدفنونهم ، يقول "مادون شوجارت" – مؤسس هذه الخدمة في عائلته- أن هذه الحيوانات في بعض الأحيان أهم من بقية أفراد العائلة!! ، و يكمل قائلا : "إن إخلاصنا للحيوانات و تحرينا الجودة و الاهتمام بأدق التفاصيل أكسبنا ثقة كبيرة وصمودا أكبر لأداء هذه المهمة الجليلة".
و بينما يهتم "مادون" بالتصريحات، اكتفي "دويل شوجارت" أحد أحفاده بالعمل في صمت، حيث قام بوضع أول برنامج لتدريب القائمين على مراسم الجنازة و الحرق و الدفن ، و جعل لهذا البرنامج شهادة صارت معتمدة فيما بعد ، في أنحاء الولايات المتحدة و عبر العالم!
في الحادي عشر من فبراير عام 1997م قام قسم الشرطة ببلدة جوينيت بمراسم جنازة الكلب (برتبة ضابط!) "ماكس" ، و الذي كان برفقة الشاويش "ريك جارنر" ، وكانا قد قاما معا بضبط أكثر من أربعين مجرما في أكثر من أربعين موضع أحدهم تم تبادل إطلاق النار فيه بشكل كثيف و أنقذ الكلب صاحبه، و تشريفا لــ"ماكس" ، فقد قررت معظم العائلات القائمة على هذا النوع من الخدمات إعفاء كلاب الشرطة من الرسوم أو على الأقل تخفيضها لهم ..
و من عائلات أمريكا إلى شركات متخصصة في أوروبا ، حيث تشهد هذه الخدمة إقبالا رهيبا ، و تعتبر تجارة رابحة ، خاصة مع ظهور العديد من التقاليع!! فمثلا تقوم شركة lifegem بعمل كريستالة بها بعض رماد الـ"مرحوم" ، و تعطيها لصاحبه ليحتفظ بها ،و لتظل ذكراه حية إلى الأبد ،و تتخذ هذه الكريستالة أو البلورة عدة أشكال ، فبعضها دائري الشكل ، و البعض الآخر على هيئة متوازي مستطيلات ، و بعضها يصنع على شكل فصوص توضع في خواتم مخصصة ..
و لعل أهم ما يميز هذه الشركات في أوروبا اهتمامها الرهيب بالكلاب ، التي تفوق شعبيتها أي حيوان منزلي آخر في أوروبا.. حتى أن بعضها تخصص فيها -أي الكلاب- فقط دون غيرها ، مما يثير استياء أصحاب الحيوانات الأخرى، و لكن منطق الشركات في هذا أن الـ"business is business"!!
و إن كان هذا لا يمنع وجود شركات تحل محلها بالنسبة للحيوانات الأخرى ، بل و لا يمنع أيضا من حدوث بعض الطرائف ، فكما حدث مع ذلك الرجل الهندي في شبح بالعافية ،و بينما كان "ويل ماسينجال" يقوم هو و عائلته بمراسم دفن قطه في حديقة جيرانه الخلفية ، عاد "تيمي" من نزهته الطويلة التي أوحت بموته ليحضر مراسم دفنه وسط ذهول الحاضرين، و ظن صاحبه أنه أصيب بالهلوسة و بذل الحاضرون مجهودا ضخما لإقناعه أن قطه عاد إليه!
عندما يموت حيوانك الأليف و تذهب به إلى "المحرقة" ، ستكون أمام خيار من ثلاثة ، إما أن تحجز له المحرقة بكاملها و حده حتى تتأكد تماما أن الرماد الذي تحصل عليه لصغيرك المدلل ، أو أن يقوموا بهذه المهمة في وجود خمسة رفقاء آخرين لحيوانك ، و لا تقلق فكل واحد سيكون في علبة محددة ، طبعا "و كله بفلوسه"..
كما يمكنك وضع أي مرفقات مع الفقيد من رسائل أو لعب تخصه ، أو أي شئ من هذا القبيل ، فقط تجنب المعادن أو اللعب التي بها بطاريات..
أما إذا كنت لا تريد شيئا من بقاياه ، فدعهم يملأون محرقتهم بكل ما تستطيع بلعه ، و لاتنس إعطائهم النقود، فقط ادع الله ألا يكون سعر الوقود في أي من الحالات السابقة مرتفعا ، و إلا سترتفع مصاريف حفلة الوداع..
و من أوروبا إلى تحتها قليلا جغرافيا ، إلى دول الخليج حيث وفروا على أنفسهم كل العناء، ففي أحد منتديات البيطرة الخليجية وجدت هذه المشاركة أنشرها لكم كما هي:
"الحمد لله على قضاه وقدرهلقد توفى طائرى الرمادى اليوم عند الساعه الخامسه عصرا اى قبل ساعه من موعده مع الطبيب البيطرى انا لله وانا اليه راجعوناخوكم د/ابوفيصل"
و اكتفى المعزون بالعزاء الالكتروني دون وجود أية مراسم للدفن أو الجنازة أو ما شابه ، و هو ما وفر عليهم (وجع الدماغ) ، و في مصر هناك مدفن للكلاب ، شأنها شأن أي دولة عربية أخرى، إلا أن ما يميز هذا المدفن بالإضافة إلى أنه في حي راق (المعادي) أنه يشهد على مدار الأسبوع حالات عدة مما يحب أصحابها تسميتها بــ"القتل الرحيم" ، فعم أحد أصدقائي يروي لنا قصة كلبه المسكين الذي مرض مرضا شديدا أقعده ، و لم يكن يستطيع الحركة ، فقرر أصدقائه و طبيبه البيطري أن قتله سيكون أفضل كثيرا و أكثر رحمة ،و بناء عليه أخذوه إلى المكان المذكور (المدفن) و أطعموه طعاما مسمما حتى لقى حتفه و دفنوه مكانه، و العم حتى الآن في حيرة من أمره هل ما فعله شرعي أم لا؟!
تريدون رأيي؟!! دعوكم من كل ما سبق هذه الفقرة فهو لا يعنيني في شئ!! ما يعنيني حقا هو دجاج لا حول له و لا قوة راح ضحية أنفلونزا وبائية ، و أبقار نسيناها نفقت بسبب جنون أصابها ،هذه الحيوانات هي ما يستحق العناء السابق في رأيي ، خاصة أنها ضحايا من صنعنا نحن البشر بسبب التلوث و تغيير موازين البيئة و غيره مما تدخل الإنسان في مجرياته فأفسده ، أو عن طريق القتل المباشر كما فعل فلاح مصري خشي من أنفلونزا الطيور فقتل 10 آلاف كتكوت !!
لذلك "إن كنت لابد كاتبا نعيا .. فلنكتبه سويا لدجاج و بقر مسكين!" ، و لتكن تعليقاتكم تكريما لهم.."ففي مكان ما في العالم بينما تقرأ هذه السطور يرقد كلب مسكين ، ودجاجة مسكينة وبقرة ...... أيضا مسكينة!!".
عائلات أمريكا
ففي أمريكا تخصصت عائلات منذ فترة طويلة في تقديم "خدمات ما بعد الموت" لحيوانات المنزل ، لعل من أهمها عائلة "شوجارت" (Shugart Family) و التي كانت بدايتها الحقيقية (الخدمات و ليس العائلة!!) عام 1972م، الغريب أنهم يعاملون موتى حيواناتهم الأليفة معاملة البشر ، فهم يحرقون جثثهم و يقيمون جنازة يحضرها كل أفراد الفقيد (أو الفقيدة) ، و من ثم يدفنونهم ، يقول "مادون شوجارت" – مؤسس هذه الخدمة في عائلته- أن هذه الحيوانات في بعض الأحيان أهم من بقية أفراد العائلة!! ، و يكمل قائلا : "إن إخلاصنا للحيوانات و تحرينا الجودة و الاهتمام بأدق التفاصيل أكسبنا ثقة كبيرة وصمودا أكبر لأداء هذه المهمة الجليلة".
و بينما يهتم "مادون" بالتصريحات، اكتفي "دويل شوجارت" أحد أحفاده بالعمل في صمت، حيث قام بوضع أول برنامج لتدريب القائمين على مراسم الجنازة و الحرق و الدفن ، و جعل لهذا البرنامج شهادة صارت معتمدة فيما بعد ، في أنحاء الولايات المتحدة و عبر العالم!
كلب الشاويش!
في الحادي عشر من فبراير عام 1997م قام قسم الشرطة ببلدة جوينيت بمراسم جنازة الكلب (برتبة ضابط!) "ماكس" ، و الذي كان برفقة الشاويش "ريك جارنر" ، وكانا قد قاما معا بضبط أكثر من أربعين مجرما في أكثر من أربعين موضع أحدهم تم تبادل إطلاق النار فيه بشكل كثيف و أنقذ الكلب صاحبه، و تشريفا لــ"ماكس" ، فقد قررت معظم العائلات القائمة على هذا النوع من الخدمات إعفاء كلاب الشرطة من الرسوم أو على الأقل تخفيضها لهم ..
أوروبا بلد كلاب!
و من عائلات أمريكا إلى شركات متخصصة في أوروبا ، حيث تشهد هذه الخدمة إقبالا رهيبا ، و تعتبر تجارة رابحة ، خاصة مع ظهور العديد من التقاليع!! فمثلا تقوم شركة lifegem بعمل كريستالة بها بعض رماد الـ"مرحوم" ، و تعطيها لصاحبه ليحتفظ بها ،و لتظل ذكراه حية إلى الأبد ،و تتخذ هذه الكريستالة أو البلورة عدة أشكال ، فبعضها دائري الشكل ، و البعض الآخر على هيئة متوازي مستطيلات ، و بعضها يصنع على شكل فصوص توضع في خواتم مخصصة ..
و لعل أهم ما يميز هذه الشركات في أوروبا اهتمامها الرهيب بالكلاب ، التي تفوق شعبيتها أي حيوان منزلي آخر في أوروبا.. حتى أن بعضها تخصص فيها -أي الكلاب- فقط دون غيرها ، مما يثير استياء أصحاب الحيوانات الأخرى، و لكن منطق الشركات في هذا أن الـ"business is business"!!
و إن كان هذا لا يمنع وجود شركات تحل محلها بالنسبة للحيوانات الأخرى ، بل و لا يمنع أيضا من حدوث بعض الطرائف ، فكما حدث مع ذلك الرجل الهندي في شبح بالعافية ،و بينما كان "ويل ماسينجال" يقوم هو و عائلته بمراسم دفن قطه في حديقة جيرانه الخلفية ، عاد "تيمي" من نزهته الطويلة التي أوحت بموته ليحضر مراسم دفنه وسط ذهول الحاضرين، و ظن صاحبه أنه أصيب بالهلوسة و بذل الحاضرون مجهودا ضخما لإقناعه أن قطه عاد إليه!
قائمة الأسعار
عندما يموت حيوانك الأليف و تذهب به إلى "المحرقة" ، ستكون أمام خيار من ثلاثة ، إما أن تحجز له المحرقة بكاملها و حده حتى تتأكد تماما أن الرماد الذي تحصل عليه لصغيرك المدلل ، أو أن يقوموا بهذه المهمة في وجود خمسة رفقاء آخرين لحيوانك ، و لا تقلق فكل واحد سيكون في علبة محددة ، طبعا "و كله بفلوسه"..
كما يمكنك وضع أي مرفقات مع الفقيد من رسائل أو لعب تخصه ، أو أي شئ من هذا القبيل ، فقط تجنب المعادن أو اللعب التي بها بطاريات..
أما إذا كنت لا تريد شيئا من بقاياه ، فدعهم يملأون محرقتهم بكل ما تستطيع بلعه ، و لاتنس إعطائهم النقود، فقط ادع الله ألا يكون سعر الوقود في أي من الحالات السابقة مرتفعا ، و إلا سترتفع مصاريف حفلة الوداع..
عرب .. عرب .. عرب
و من أوروبا إلى تحتها قليلا جغرافيا ، إلى دول الخليج حيث وفروا على أنفسهم كل العناء، ففي أحد منتديات البيطرة الخليجية وجدت هذه المشاركة أنشرها لكم كما هي:
"الحمد لله على قضاه وقدرهلقد توفى طائرى الرمادى اليوم عند الساعه الخامسه عصرا اى قبل ساعه من موعده مع الطبيب البيطرى انا لله وانا اليه راجعوناخوكم د/ابوفيصل"
و اكتفى المعزون بالعزاء الالكتروني دون وجود أية مراسم للدفن أو الجنازة أو ما شابه ، و هو ما وفر عليهم (وجع الدماغ) ، و في مصر هناك مدفن للكلاب ، شأنها شأن أي دولة عربية أخرى، إلا أن ما يميز هذا المدفن بالإضافة إلى أنه في حي راق (المعادي) أنه يشهد على مدار الأسبوع حالات عدة مما يحب أصحابها تسميتها بــ"القتل الرحيم" ، فعم أحد أصدقائي يروي لنا قصة كلبه المسكين الذي مرض مرضا شديدا أقعده ، و لم يكن يستطيع الحركة ، فقرر أصدقائه و طبيبه البيطري أن قتله سيكون أفضل كثيرا و أكثر رحمة ،و بناء عليه أخذوه إلى المكان المذكور (المدفن) و أطعموه طعاما مسمما حتى لقى حتفه و دفنوه مكانه، و العم حتى الآن في حيرة من أمره هل ما فعله شرعي أم لا؟!
أنفلونزا و جنون!!
تريدون رأيي؟!! دعوكم من كل ما سبق هذه الفقرة فهو لا يعنيني في شئ!! ما يعنيني حقا هو دجاج لا حول له و لا قوة راح ضحية أنفلونزا وبائية ، و أبقار نسيناها نفقت بسبب جنون أصابها ،هذه الحيوانات هي ما يستحق العناء السابق في رأيي ، خاصة أنها ضحايا من صنعنا نحن البشر بسبب التلوث و تغيير موازين البيئة و غيره مما تدخل الإنسان في مجرياته فأفسده ، أو عن طريق القتل المباشر كما فعل فلاح مصري خشي من أنفلونزا الطيور فقتل 10 آلاف كتكوت !!
لذلك "إن كنت لابد كاتبا نعيا .. فلنكتبه سويا لدجاج و بقر مسكين!" ، و لتكن تعليقاتكم تكريما لهم.."ففي مكان ما في العالم بينما تقرأ هذه السطور يرقد كلب مسكين ، ودجاجة مسكينة وبقرة ...... أيضا مسكينة!!".
هناك تعليق واحد:
.....فى رأيى
ان الكلاب أحيانآ بتكون أوفى من كتير من البشر،لكنها فى النهايه كلاب
عايزه أقول لك إن اكتر حاجه صعبانه عليا هى الكتاكيت
إرسال تعليق